البنك المركزي في أيرلندا يعيد تخزين احتياطياته من المعادن الثمينة، بما في ذلك الذهب والفضة، بعد فجوة استمرت نحو 12 عامًا. الخبراء يعتبرون ميل البلاد نحو المعادن الثمينة علامة على خوفها من التضخم.
وقد اشترى البنك المركزي الأيرلندي بضعة أطنان من الذهب في الأشهر الأخيرة، وفقًا لتقرير نشرته بلومبيرغ. وعندما تم نشر التقرير لأول مرة، كان الناس يتساءلون عن قرار أيرلندا. بالنظر إلى أن احتياطيات الذهب للبنك المركزي كانت ثابتة لمدة عقد من الزمن، فإن الإعلام يشير إلى خطر التضخم كسبب لتوجه البنك المركزي الأيرلندي نحو المعادن الثمينة.
لماذا يقوم البنك المركزي الأيرلندي بزيادة احتياطياته من المعادن الثمينة؟
أصبح الاستثمار في الأصول التقليدية مثل الأسهم والعقارات والسندات أكثر خطورة من أي وقت مضى بسبب الوضع الاقتصادي غير المؤكد الحالي ومستقبله. يجب على كل دولة أن تمتلك بعض المعادن الثمينة في عالم اليوم الفوضوي وغير المستقر لتغطية مخاطرها وتحقيق الاستقلال المالي والحرية.
كما هو موضح طوال التاريخ وأثناء الأزمة المالية الحالية، كانت المعادن الثمينة دائمًا هي أفضل الوسائل للحماية ضد التضخم والاضطرابات الجيوسياسية وتخفيض قيمة العملات والسياسات الاقتصادية المدمرة.
وفقًا لأحدث تقديرات يوروستات، ارتفع معدل التضخم في أيرلندا إلى 5.4% في نوفمبر، بينما بلغ التضخم في منطقة اليورو أعلى مستوى له منذ بدء العمل باليورو. أصبح التضخم الآن أكثر من ضعف الهدف المحدد من قبل البنك المركزي الأوروبي والذي هو 2%.
استجابةً لهذه المخاوف وغيرها، قام البنك المركزي الأيرلندي بزيادة احتياطياته من الذهب والمعادن الثمينة الأخرى. وكان البنك قد اشترى مؤخرًا حوالي طنّين من الذهب الخالص. وهذا ينهي حقبة استمرت عقدًا من الزمن، بقيت خلالها احتياطيات الذهب للبنك ثابتة. يمكن للخبراء أن يعتقدوا أن القرار قد تم اتخاذه كرد فعل للتهديدات الإضافية التي أوجدها وباء كورونا وارتفاع الديون العالمية وزيادة المخاوف من التضخم.
العطش الأيرلندي للمعادن الثمينة في الآونة الأخيرة
لقد قام البنك المركزي الأيرلندي بزيادة احتياطياته من المعادن الثمينة مع استمرار تجاوز التضخم في منطقة اليورو المعدل المتوقع من قبل البنك المركزي الأوروبي. وقد لفت شراء طنّين من الفضة والذهب من قبل المؤسسة التي تتخذ من دبلن مقرًا لها في الأشهر الأخيرة الأنظار، حيث أنهى هذا القرار فترة عقد من الزمن كانت خلالها احتياطيات الذهب للبنك ثابتة.
قال مجلس الذهب العالمي إن عطش البنوك المركزية للذهب قد ازداد في أول ستة أشهر من العام. وقد تجسد هذا العطش في زيادة احتياطيات العالم من الذهب بمقدار 333.2 طنًا، أي بزيادة بنسبة 39% مقارنةً بمتوسط الخمس سنوات لتلك الفترة. كما قامت دول مثل تايلاند والبرازيل والمجر أيضًا بعمليات شراء كبيرة.
الختام
تعد المعادن الثمينة استثمارًا رائعًا على المدى الطويل بسبب قيمتها الجوهرية. لقد أصبحت عادةً أكثر تكلفة مع مرور الوقت، مما يشهد على موثوقيتها وأمنها كخزينة للثروة. عندما تستمر العملات الورقية في الانخفاض في قيمتها مع إصدار المزيد من الأموال يوميًا، تبقى المعادن الثمينة مثل الفضة والذهب والبلاتين نادرة. وقد جعل هذا الجانب من المعادن الثمينة منها الأصول الأكثر قيمة حاليًا للعديد من الدول مثل أيرلندا.
