البنك الوطني المجري (NBH) يعلن زيادة احتياطيات الذهب
أصدر البنك المركزي المجري بيانًا في أبريل الماضي أعلن فيه عن زيادة احتياطيات الذهب في البلاد إلى 94.5 طنًا. جاء هذا الإعلان بعد أن اشترت المجر كمية ضخمة من الذهب تقدر بـ 63 طنًا، مما أدى إلى مضاعفة حساب الذهب في البلاد ثلاث مرات.
ويشرح البنك المركزي المجري سبب شراءه لهذه الكمية الكبيرة من الذهب، التي بلغت ما يقارب 5040 سبيكة ذهبية بحجم 400 أونصة. ويقول البنك إن الذهب يحمل هذا القدر من الائتمان والمخاطر المرتبطة بالأطراف المقابلة.
محاولة سابقة لزيادة احتياطيات الذهب
على الرغم من أن هذه الزيادة كبيرة مقارنة بالماضي، إلا أنها ليست أول محاولة كبيرة لزيادة احتياطيات الذهب من قبل المجر. ففي أكتوبر 2018، استحوذ البنك المركزي المجري على 28.4 طن من الذهب الخالص، مما أدى إلى مضاعفة احتياطياته من الذهب من 3.1 إلى 31.5 طنًا. وكانت هذه زيادة بنسبة 1000% للبلاد.
يشير هذا البيان إلى أن المجر قد زادت احتياطياتها السيادية من الذهب بنسبة 3000% أو 30 مرة في سنتين فقط. ووفقًا لأحدث تحديث للبلاد، تمتلك الآن أعلى احتياطي ذهب للفرد في شرق ووسط أوروبا، حيث يقدر بحوالي 0.31 أونصة.
لم يذكر البنك المركزي المجري كم دفع لشراء الذهب الإضافي. ومع مضاعفة كمية الذهب المحفوظة ثلاث مرات، يمكن افتراض أن قيمتها الآن حوالي 4.5 مليار يورو.
خلفية عملية شراء الذهب الأخيرة
يأتي القرار بعد إعادة استيراد احتياطيات الذهب إلى المجر هذا العام، ويعكس خطوات مشابهة من قبل الصين وروسيا، وأخيرًا بولندا. فقد قامت هذه البلدان برفع احتياطياتها من الذهب بشكل كبير في الـ 18 شهرًا الماضية.
بعد انتهاء الحرب الباردة، انخفضت احتياطيات الذهب في المجر إلى حوالي 3 أطنان. الآن، تعيد هذه العملية الأخيرة الاحتياطيات إلى المستوى الذي كانت عليه البلاد في عام 1946.
لماذا تراكمت المجر احتياطيات ضخمة من الذهب؟
كان القرار الأخير مدفوعًا بهدف تحقيق الاستقرار؛ لم يكن هناك أي دوافع استثمارية وراء القرار. فالذهب يملك تأثيرًا يعزز الثقة ليس فقط في الظروف اليومية ولكن أيضًا في الأوقات الحرجة.
يمكن أن يعمل الذهب كعامل استقرار وخط دفاع أول في فترات الظروف السوقية الصعبة، أو الاضطرابات الأساسية في الإجراءات المالية الدولية، أو الأزمات الجيوسياسية الحادة.
لا يزال الذهب الاستثمار الأكثر أمانًا، ويرجع ذلك إلى خصائصه الفريدة مثل العرض المحدود من المعدن الثمين الذي لا يرتبط بمخاطر الأطراف المقابلة أو الائتمان. فالذهب لا يمكن أن يكون مطالبة تجاه طرف مقابل أو دولة معينة.
الختام
على الرغم من أن المجر قد قدمت بعض النقاط الواضحة بشأن قرارها بشراء الذهب، إلا أن بعض الخبراء قد تساءلوا عن المنطق وراء تراكم المجر لمثل هذه الاحتياطيات الكبيرة من الذهب. في حين قال آخرون إن هذا القرار منطقي بالنظر إلى التقييم المنخفض للذهب حاليًا واحتمالية ارتفاع التضخم العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يوفر الذهب مقياسًا من الاستقلالية فيما يتعلق بسياسات البنوك المركزية الأخرى.